للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقوله:

دعته بمفزع الأعضاء منها ... ليوم الحرب بكر أو عوان

حرفه أبو الفتح فرواه بموضع الأعضاء. ثم قال: أي دعته السيوف بمقابضها. والرماح بأعقابها. لأنها مواضع الأعضاء منها بحيث يمسك الضارب والطاعن. ويحتمل أن يكون أراد دعته الدولة بموضع الأعضاء من السيوف. ومعنى (دعته) اجتذبته، واستمالته. هذا كلامه. وما نعلم أحدا من رواة هذا الديوان روى هذا البيت إلا (مفزع الأعضاء). وإذا حرف عن وجهه شعر لم يجد بداً من تمحل يخرج معناه. وهذه لشظه من أمحل المحال، لأنه ما دعي نقيض الدولة، ولا سافلة الدولة. وإنما يريد قوله:

بعضد الدولة امتنعت وعزت ... وليس لغير ذي عضد يدان

ولا قبض على البيض المواضي ... ولا حظ على السمر اللدان

فجعل العضد مفزع الأعضاء لما بينه في البيتين قبله. فان قال: قد قلت أن معنى (دعته) اجتذبته، واستمالته فان دولة بني هاشم ما استمالت عضد الدولة بالسيوف، ولا الرماح. وإنما اجتذبته. واستمالته بالملك

<<  <   >  >>