معلق في البت، فحائط البيت يشرق عليه نور الصباح، فإذا رفعت يداً أو شيئاً بين الحائط وبين المصباح، وقع لذلك الشيء على الحائط ظل، وتمثل ذلك الشيء، فإذا رفعت بين المصباح وبين الحائط مصباحاً آخر، ازداد ذلك إشراقاً وضياء، ولم يتمثل على الحائط صورة، ولا وقع ظل، فهذا شأن القلب.
فإذا حمى القلب بالفطام من الهوى فصفا، صار كالذهب يخرج من النار، فحينئذ يحك بالحجر، اختبار لجودته. وذلك أن الذهب لاجتماعه وكثرته، أراك لون حمرته، بقوة بعضه من بعض، وانضمام بعض إلى بعض، فإذا حككت منه شيئاً بحجر، وبقى بالحجر من ذلك شيء لطيف رقيق، تبين لك جودته أنه يريك في حال الضعف والرقة، من آية قواه أنه قوى الحمرة، وأنه جيد؛ وذلك الرديء المغشوش يريك حمرته ما دام كثير القدر، كثير الوزن، مجمع القوى، فإذا حككته بحجر، فبقى الذي على الحجر، رأيته أصفر، فعرفت أنه ليس بجيد.
فكذلك القلب لا يتبين ما فيه حتى يفطم، ويريك أنه قد صفا بالفطام، فحينئذ يحك بحجر البلوى، فيختبر سكونه