الواهب المائة الأبكار زيّنها ... سعدان توضح في أوبارها اللّبد
والراكضات ذيول الرّيط فنّقها ... برد الهواجر كالغزلان في الجرد
وقوله:(الكامل)
طربت مراكبنا فخلنا إنها ... لولا حياء عاقها رقصت بنا
قال: المراكب: جمع مركب، وهو الذي يوضع على ظهر الدّابة لتركب، ويجوز
أن تسمّى الدابة مركبا، وكون المركب في معنى السّرج، ابلغ في هذا الموضع، لأن الدّابّة حيوان، فهي اقرب إلى الرّقص من الذي يركب فيه.
وأقول: أن الشّيخ، دائما، ينكر عليه الغلوّ في الاغراق، وينسبه إلى الإحالة، ثم هو يجعل هاهنا الذي هو اقرب إلى الإحالة، أولى من الأبعد! على أن الإغراق ليس بمستحسن في كل موضع. ومع هذا، فأنّ المراكب، التي هي السّروج، إذا كانت لازمة لظهور المراكب، التي هي الخيل، شدّا وحزما، فلا يمكن حركتها بالرّقص من دون حركة ما لزمته، فالأولى أن يضاف الرّقص إلى الخيل، وان كانت اقرب إليه من السّروج.
وقوله:(الكامل)
فطن الفؤاد لما أتيت على النّوى ... ولما تركت مخافة أن تفطنا