للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>

وقوله: (الخفيف)

وإذا لم يكن من الموت بد ... فمن العجز أن تموت جبانا

قال: حثّ بهذا البيت على الشّجاعة، ونهى عن الجبن. وإنما يكون الإنسان كما خلق، فأن كان شجاعا لم يكن موصوفا بالجبن، وان خلق جبانا، فليس له إلى الشجاعة سبيل. وقد قال الأول: (البسيط)

لقد علمت ولا أنهاك عن خلق ... إلا يكون امرؤ إلا كما خلقا

فيقال له: هذا، مبنيّ على أن الإنسان مجبر أو مطبوع على الأفعال، وليس كذلك بل الصّحيح، أن الإنسان مخير، له فعل يكسب به الخصال الحميدة والذّميمة ويألفها، فتصير له كالطبع اللاّزم، فيمكن الإنسان أن يتعلّم ممّن يصاحبه، كقول أبي الطّيب: (الطويل)

فربّ غلام علّم المجد نفسه ... كتعليم سيف الدولة الطّعن والضّربا

<<  <  ج: ص:  >  >>