للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

على سبيل الاستعارة، وأشار بذكرها إلى أن هذه الأصوات تبلغ السماء بكثرتها، وتقطع أبعد المسافات بشدتها.

تَجَمَّعَ فِيهِ كُلُّ لِسْنٍ وأُمَّةٍ ... فما تُفْهِمُ الحُدَّاثَ إلاَّ التَّرَاجِمُ

ثم قال: تجمع في هذا الجيش كل لسن من الأمم المختلفة، والطوائف المفترقة، فما تتفاهم الحداث منهم إلا بتراجم تتكلف لهم، وتفاسير تستعمل بينهم، وأشار بهذا إلى عظم الجيش وحفله، وكثرة ما تضمن من حشده.

فَللهِ وَقْتُ ذَوَّبَ الغِشَّ نَارُهُ ... فَلَمْ يَبْقَ إلاَّ صَارِمُ أو ضُبَارِمُ

ثم يقول: فلله وقت تلك الوقعة التي أذهبت شدة الحرب فيها تمويه الفرسان، وذوبت نارة غشهم، وتبينت أمرهم، فلم يبق من السيوف إلا الصارم، ومن الرجال إلا الضبارم يريد: أن السيوف الكليلة تقطعت، وجماعة الرجال الجبناء تفرقت، فلم يبق من السيوف إلا ما كرم، ومن الرجال إلا من قوي وشجع.

تَقَطَّعَ ما لا يَقْطَعُ الدَّرْعَ والفَتَى ... وَفَرَّ مِن الفُرْسَانِ مَنْ لاَيُصَادِمُ

ثم أكد ذلك، فقال: أكرهت السيوف بشدة الضرب، فتقطع منها

<<  <  ج: ص:  >  >>