ثم قال: وذلك المعزي إنما يهتدي بألفاظك، ويستنير بأنوارك، فإذا عزاك فإنما يعزيك بما استفاده من لفظك، ويخاطبك بما تعلمه من قولك، فقدرك يرتفع عن التعزية؛ لأن حقائق الأمور مستفادة منك، وجواهر الكلام مأثورة عنك، فمعزيك إنما يقابلك بما أنت أعلم به، ويذكرك بما أنت أحفظ له.
ثم يقول له: قد بلوت طوارق الخطوب بمعرفتك، وخبرت مرها وحلوها بتجربتك، وسرت في الأيام تسلك منها ما صعب وسهل، وتعاني ما بعد وقرب، مستظهراً بنفسك، مستكفيا بعلمك.