للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وَقَتَلْتَ الزَّمَانَ عِلْماً فما يُغْ ... رِبُ قَوْلاً ولا يُجَدَّدُ فِعْلا

ثم قال له: وقد قتلت الزمان علما بأمره، وإحاطة بوجوده تصرفه، فما يسمعك قولاً تستغربه، ولا يحدد لك فعلا تتهيبه، ولا يطرفك إلا بما قد أنت عليه

معرفتك، وأحاطت بأمثاله تجربتك. وأجرى جملة لفظه في البيتين على سبيل الاستعارة والإيماء والإشارة، وكل ذلك من بديع الكلام.

أَجِدُ الحُزْنَ فِيْكَ حِفْظَاً وَعَقْلا ... وأَرَاهُ في الخَلْقِ ذُعْرَاً وَجَهلاً

ثم يقول له: أجد الحزن فيك على من تصاب به من أحبتك، حفظاً لذمتهم، ورعاية لحرمتهم، وإنصافاً وعقلاً، ووفاء وكرماً، وأراه في عامة الخلق خوفاً وذعراً وجزعاً وجهلاً.

لَكَ إلْفُ يَجُرُّه وإذا ما ... كرُمَ الأصْلُ كان للإلْفِ أَصْلاً

ثم قال، مخاطباً له: لك إلف بكرم صحبتك، يجر الحزن إليك بمن تفقده من أحبتك، ويوجب الإشفاق منك على من تصاب به

<<  <  ج: ص:  >  >>