لا مدفع لها، ولا يدان لأحد بها، وقد آثرتك بالحظ الأوفر، واقتصرت على المفقود الأصغر، وهذا الكلام على تجوز الشعراء وتزيدهم، وما تبينه اللغة من مفهوم قصدهم.
ثم يقول له: لعمري لقد شغلت المنايا بما تواصله في أعاديك من القتل، وما توجب عليهم من الهلاك في الحرب، فكيف تطلب المنايا شغلاً بغيرهم، أو تستعمل أنفسها إلا فيهم. يشير إلى أن الموت من أعوان سيف الدولة على أعاديه،
فكيف تخطى إلى ذوي قرابته، وخالف مراده في أهل عنايته؟
وكم انْتَشْتَ بالسُّيوفِ من الدَّه ... رِ أَسِيْراً وبالنَّوَالِ مُقِلاً
ثم قال، مخاطباً لسيف الدولة: وكم استنقذت سيوفك من أسير، قد أسره الدهر، وأحاط به النكوب والعسر، وكم أغنيت بجودك من مقل فقير، وجبرت من ضعيف كبير، فخالفت الدهر فيما قصده، وأظهرت عجزه فيما اعتمده.