للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

صاحبا لها لأن الافتراق في الصحبة أكثر من النسب، وأسرع.

وقد ساق ابنُ جرير بسنده إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «لقد أعذر الله صاحب الستين سنة، والسبعين» (١) والله أعلم.

واليوم أخص صاحب الستين – فأكثر- برسالة مستقلة، فهو أولى بذلك لأسباب كثيرة سيأتي ذكر بعضها.

واستجابة لطلب بعض الأحبة أوجه هذه الرسالة المختصرة إلى من بلغ الستين أو جاوزها، على أن من لم يبلغها وكان بين الستين والأربعين فإن الرسالتين مكملتان لبعضهما.

وبلوغ الستين من الشيخوخة عند أهل العلم واللغة.

ففي تحفة القارئ: سن الشباب خمس وثلاثون سنة، وسن الكهولة خمسون سنة، وسن الشيخوخة ستون سنة (٢).

فالشيخ هو الذي استبانت فيه السن وظهر عليه الشيب، وقيل: هو شيخ من خمسين إلى آخره، والجمع أشياخ وشيخان وشيوخ ومشايخ، وفي الحديث ذكر شيخان قريش: جمع شيخ كضيف وضيفان، والأنثى شيخة، وقد شاخ يشيخ شيخا، وشيخته: دعوته شيخا للتبجيل (٣).

ويقال لمن طعن في السن: الشيخ، وقد يعبر به فيما بيننا عمن


(١) تفسير الطبري، (٢٢/ ١٤٢) مكتبة الحلبي.
(٢) دليل الفالحين، (١/ ٢١٤) للصديقي الشافعي، دار الفكر بيروت.
(٣) لسان العرب، (٣/ ٣١، ٣٢) دار صادر بيروت.

<<  <   >  >>