للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

عباداً يقول: كأن خويلاً قد وقف للحساب فقيل له: يا خويل قد عمرناك ستين سنة فما صنعت فيها؟ فجمع نوم الليل مع قائلة النهار فإذا قطعة من عمري نوم، وجمعت ساعات أكلي فإذا قطعة من عمري قد ذهبت في الأكل، وجمعت ساعات وضوئي فإذا قطعة من عمري ذهبت فيه، ثم نظرت في صلاتي فإذا صلاة منقوصة وصوم مخرق، فما هو إلا عفو الله أو الهلكة (١).

يقول القرطبي رحمه الله: إن الله تعالى خلق العبد حيا عالماً وبذلك كماله، وسلط عليه آفة النوم وضرورة الحدث ونقصان الخلقة إذا الكمال للأول الخالق سبحانه، فما أمكن الرجل من دفع النوم بقلة الأكل والسهر في طاعة الله فليفعل، ومن الغبن العظيم أن يعيش الرجل ستين سنة ينام ليلها فيذهب ثلثاه ويبقى له من العمر عشرون سنة، ومن الجهالة والسفاهة أن يتلف الرجل ثلثي عمره في لذة فانية ولا يتلف عمره بسهر في لذة باقية، عند الغني الوفي الذي ليس بعديم ولا ظلوم (٢).

يروى عن عثمان بن عفان رضي الله عنه أنه قال: إن الله يحب ابن عشرين إذا كان شبه ابن الثمانين، ويبغض ابن الستين إذا كان شبه ابن عشرين (٣).

ولأن الغالب كما ذكر سابقا أن الستين عمر التقاعد الوظيفي،


(١) صفة الصفوة (٣/ ٣٤٨).
(٢) تفسير القرطبي، (١٣/ ٦٦).
(٣) الفردوس بمأثور الخطاب، (١/ ١٥٦).

<<  <   >  >>