للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ضريراً فأخبر بذلك فأنشأ يقول (١).

ألا أبلغا عني عراك بن مالك ... ولا تدعا أن تثنيا بأبي بكر

لقد جعلت تبدو شواكل منكما ... كأنكما بي موقران من الصخر

فكيف تريدان ابن ستين حجة ... على ما أتى وهو ابن عشرين أو عشر

فمسا تراب الأرض، منها خلقتما ... وفيها المعاد والمصير إلى الحشر

ولا تعجبا أن تؤتيا وتكلما ... فما خشي الأقوام شرا من الكبرِ

فطاوعتما بي عاذلاً ذا معاكسة ... لعمري لقد أورى وما مثله يوري

فلولا اتقاء الله من قيل فيكما ... للمتكما لوماً أحر من الجمرِ

وكان مما قاله ابن خفاجة لما بلغ الستين من عمره:

ألا ساجل دموعي يا غمامُ ... وطارحني بشجوك يا حمامُ

فقد وفيتها ستينَ حولاً


(١) التمهيد لابن عبد البر، (٤/ ٤٦) تحقيق محمد عطاء، دار الكتب العلمية بيروت.

<<  <   >  >>