للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قبل أن يحج بخلاف ما دون ذلك (١).

ومن لم يكن في هذه السن على حال يرضاه الله تعالى – وقد دنا أجله ولم يبق إلا القليل – أو على أقل الأحوال يعزم عزما جازماً صادقا على التوبة والإنابة، فبالله متى ستكون هذه التوبة؟!

إن الغالب أن المرء في هذه السن تضعف قواه، وتقل عزيمته، فحق عليه أن يستسلم لمولاه، ويستعتب بين يديه، فإنه الغفور الودود.

قال القرطبي: جعل الستين غاية الإعذار لأن الستين قريب من معترك العباد، وهو سن الإنابة والخشوع والاستسلام لله، وترقب المنية ولقاء الله، ففيه إعذار بعد إعذار (٢).

وإذا بلغ ستين سنة وهو عمر التذكر والتوفيق الذي قال الله تعالى فيه: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ} حببت إليه الإنابة أي الرجوع إليه لكونه مظنة انتهاء العمر غالباً (٣).

هذا وإن (في بلوغ العمر أربعين سنة استكمال الشباب واستجماع القوة وهو عمر تام ولا يزال بعده في نقصان وإدبار .. فإذا بلغ ستين سنة، وهو عمر التذكر والتوقف، قال - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كان يوم القيامة نودي أبناءُ الستين: {أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ


(١) فتح الباري، (١١/ ٢٤٠) دار المعرفة بيروت.
(٢) القرطبي (٧/ ٢٧٧).
(٣) فيض القدير، (٤/ ٤٨٧).

<<  <   >  >>