للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

على السهر الطويل ولذلك ترى ان اكثر المشتغلين بالاعمال العقلية يشربون القهوة لان الارق الناشيئ عن شربها لا يصحبه انزعاج ولا تعب ويلبث معه الفكر جلياً هادئاً واذا افرط المرءُ في شرب القهوة فقد يشعر بتعب وقلق على فم المعدة والاستمرار في الافراد ربما يورث ضعفاً في اعضاء التناسل غير ان هذه الاعراض تزول بالامتناع عن شربها.

الفصل الخامس

في القطع بحل شربها

قال الشهاب بن حجر في الايعاب حدث قبيل هذا القرن العاشر شراب يتخذ من قشر البن يسمى ذلك القهوة وطال الاختلاف فيه والحق ان ذاتها مباحة مالم يقترن

بها عارض يقتضى التحريم واطال في ذلك واطاب رحمه الله. وقال العلامة الخليلي في فتاويه: واما القهوة فخلاصة القول فيها انها من الجائز تناوله المباح شربه كسائر المباحات مثل اللبن والعسل ونحوهما لدخولها في قوله تعالى: قل لاي اجد فيما أُوحي الي محرما على طاعم يطعمه الآية. ولا التفات الى من ادعى تحريمها فدعواه في ذلك اوهن من بيت العنكبوت. وللشيخ فخر الدين ابي بكر بن شرف الدين اسمعيل بن ابي يزيد المكي الشافعي رسالة سماها: (اثارة النخوة بحكم القهوة) عارض بها من الف في حرمتها وله ايضاً رسالة اكبر منها سماها: (اجابة الدعوة بنصرة القهوة) رد فيها على الحكيم الكازروني وخطيب المدينة شمس الدين القطان وكلاهما له تاليف في حرمتها. وقال النجم الغزي في الكواكب السائرة في ترجة المولى ابي السعود (رحمه الله) ما نصه والكلام في القهوة الآن قد انتهى الاتفاق على حلها في نفسها واما اجتماع الفسقة على ادارتها على الملاهي والملاعب وعلى الغيبة والنميمة فانه حرام بلا شك قال النجم وقد اجبت عن سؤال:

<<  <   >  >>