وهذه الأبيات كلها تحتمل (إلا) فيها أن تكون غير زائدة، إلا البيت الأول فإنها لا تكون فيه إلا زائدة، وذلك بأن تجعل (زال) و (تنفك)(تامتين)، وتكون (إلا) إذ ذاك داخلة على الحال.
ويقال إن ذا الرمة لما عيب عليه قوله:(ما تنفك إلا مناخة) فطن له، فقال: إنما قلت: (آلا مناخة)، أي شخصاً، كما قال:
فما بلغت بنا سَفوانَ حتى ... طرحن سِخَالهن فصِرْن آلا
وكذلك، أيضا، تجعل (إلا) في قوله: (وكلهم حاشاك إلا وجدته) إيجابا للنفي الذي يعطيه معنى الكلام. ألا ترى أن المعنى: ما منهم أحد، حاشاك، إلا وجدته. وعلى ذلك حمله الفراء.
ومنها: زيادة (لا) لفظاً ومعنى، قول جرير:
ما بالُ جهلكَ بعد الحلمِ والدينِ ... وقد علاك مشيبُ حين لا حينِ