والتأويل مأخوذ من هذا، فهو أن يجعل الكلام يؤول إلى معنى لم يكن ظاهرا منه، فآل الكلام إلى أن حمل على ذلك المعنى بعد أن كان غير ظاهر فيه.
والتأويل قد يكون للرؤيا، وقد يكون للفعل، وقد يكون للفظ.
فأما تأويل الرؤيا: فالأصل فيه أنه مصدر أوّل العابر الرؤيا تأويلا، أي: ذكر أنها تؤول إلى كذا، ويذكر ما يزعم أنه رمز بها إليه، وكثيرا ما يطلق على المعنى الذي تؤوّل به: ومنه - والله أعلم - قول الله عز وجل حكاية عن جلساء مَلك مصر:{وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين}. ومواضع أخرى من سورة يوسف.
ويطلق على نفس الواقعة التي كانت الرؤيا رمزا إليها، ومنه - والله أعلم - قول الله عز وجل حكاية عن يوسف عليه السلام:{هذا تأويل رؤياي}. فجعل نفس سجود أبويه وإخوته له هو تأويل رؤياه التي ذكرها بقوله:{إني رأيت أحد عشر كوكبا والشمس والقمر رأيتهم لي سجدين}.