فالأدب الذي ينشد ((عصور الأنوار)) للحضارة الاسلامة يؤدي أولاً هذين الدورين، انه أتاح في مرحلة معينة الجواب اللائق للتحدي الثقافي الغربي وحفظ هكذا مع عوامل أخرى على الشخصية الاسلامية، ولكنه من ناحية أخرى، صب في هذه الشخصية الاعجاب بالشيء الغريب ولم يطبعها بما يطابق عمر الفعالية والميكانيك.
وليست هذه الملاحظة مجرد شيء عابر نمر عليه في هذا العرض مر الكرام، بل يجب أن نقف عندها بكل اهتمام وتأمل، ولذا كانت أهميتها تلوح لنا من الجانب الاجتماعي من دون أي تردد، فانها تتخذ صورة أوضح اذا ما طرحناها على صعيد معركة الأفكار التي تجتاح العالم اليوم بصورة عامة والمجتمع الاسلامي بصورة خاصة.
وهنا تجب كلمة عن هذا المفهوم الذي نعنيه بـ ((الصراع الفكري)) في العالم الاسلامي، يجب أن نقرر مبدئياً هذه القاعدة العامة، الا وهي أنه عندما يطرح مسلم أو بعض المسلمين مشكلة ما تهم مجتمعهم، فان هذه المشكلة تكون قد طرحت أو ستطرح عاجلاً في أوساط المتخصصين في هذه الدراسات لحساب وتحت اشراف الاستعمار.