للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ولكي نعطي لهذه الملاحظة كل معناها ومغزاها تجب ملاحظة أخرى أن في هذا المجتمع الأوروبي، مجتمع ما قبل ديكارت، الذي أعدم أحد كبار علماء الفلك، كان المنجم يقوم بدور كبير المستشارين، ويكرم ويقرب في بلاط الملوك، مثل ثوسراد موسى الذي كان مستشار الملكة كاترينة دامد تشي في البلاط الملكي الفرنسي.

ولمزيد من التوضيح يجب أن نقول أن جليليه هذا لو كان يعيش في المجتمع الاسلامي، حتى لما بدأ في ذلك العصر في حركة الجزر الحضري، ما كان ليتعرض لنفس العوامل التي حدَّت من عمله العلمي، وبالتالي حطمت حياته، وإننا لنرى في أوائل القرن الرابع الهجري، أحد كبار الملحدين في ذلك العصر ابن الروندي المذكور في كتاب الزركلي، نراه ينتقص من شخص النبي الأمي عليه الصلاة والسلام فيقول في شأنه: ((لقد تحجر عريضاً ابن أبي كبشة حين ادعى أنه خاتم الأنبياء)) والمشار إليه بابن أبي كبشة معروف لدى الجميع، ومع هذا لم نرَ محكمة تفتيش تنعقد من أجل محاكمة وإدانة هذا التعدي البليغ على أكبر شخصية في الاسلام، بحيث نرى صاحبه يلجأ بالتالي الى انتحار أثناء حجة إلى مكة.

وأكثر من هذا: كان اليهودي يستطيع التعدي على عزة القرآن ذاته، دون أن تنزل به أي كارثة، ما عدا

<<  <   >  >>