للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الردود المنتظرة مثل الرد المفحم الذي ورد في ابن حزم لما انتقد يهودي من يهود الأندلس، القرآن الكريم نقداً غير نزيه، فأفحمه ابن حزم في ((رسالة ابن النجريله)) المشهورة.

وهذه الحالات المتطرفة قطعاً، إن دلت على شيء إنما تدل على أن المناخ العقلي الجديد، الذي تمتع به المجتمع الاسلامي عندما كان القدوة والنموذج في العالم، ما كان يعرف الاكراه كوسيلة قمع للفكر ولحرية الرأي.

وما كان دور عوامل الحرمان إلا في بعض الحالات الشاذة، مثل القضية التي طرحها عصر المأمون بشأن القرآن، هل هو مخلوق أم سرمدي، وحتى في هذه الحالات نجد عناصر أخرى تحد من عوامل وتخفف من شدتها، وهي العناصر التي نمت في الضمير الإسلامي مع البذور التي بذرها فيه القرآن، إننا نرى فعلاً كيف بدأ المناخ العقلي الجديد يتكون منذ بداية الوحي.

بينما ينفتح كتاب العهد القديم، منذ السطر الأول في سفر التكوين، على عالم الظاهرات المادية، وينفتح كتاب العهد الجديد في انجيل يوحنه، على عملية التجسيد، ينفتح القرآن على الجانب العقلي: اقرأ باسم ربك ...

اقرأ ... هذه هي الكلمة الأولى التي تفتح إليها أول

<<  <   >  >>