للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

ضمير إسلامي، ضمير محمد، ويتفتح لها بعده كل ضمير مسلم.

ان الحروف هي حقاً أداة النقل للروح، لكل رسالة، ولكل بلاغ، فهي الحامل والرمز لكل معلومة من المعلومات، فأول ما نزل به القرآن يشير إلى أهميتها، ويخصص موضوعها بالذكر، ويرسم في الضمير الاسلامي قيمتها منه اللحظة الأولى في كلمة اقرأ.

ان الحرف ينقل ويبلغ الروح، وفي نفس الوقت يحفظه من الضياع، وسيحفظ أولاً وقبل كل شيء القرآن نفسه، ذلك الكتاب الذي لم يتغير فيه حرف واحد منذ أربعة عشر قرناً، على خلاف كل الكتب الأخرى، من العهد القديم إلى العهد الجديد، حيث لم يبق فيها، من ناحية صحتها التاريخية، إلا القيمة الرمزية، التي يحترمها النقد الحديث، دون أن يعتمدها من الناحية العامية.

وليست هذه الميزة إلا النتيجة العلمية الأولى، لهذا الفكر الجديد الذي ظهر في المناخ القرآني، ذلك المناخ الذي تدشن بالضبط يوم قام المجتمع الإسلامي الناشىء، أيام سيدنا عثمان، جمع الآي الكريمة لحفظها من التلف، ولحصرها نهائياً في صورة لا تقبل أي تغيير، واللجنة التي قامت بهذا العمل تحت رئاسة سيدنا زيد بن ثابت،

<<  <   >  >>