صورة أحكام تدخل مباشرة في حياة المسلم اليومية، وفي توجيه وجوه نشاطه:
العلم فريضة على كل مسلم ومسلمة.
اطلبوا العلم ولو بالصين.
حبر العلماء أفضل من دم الشهداء.
فهذه الأحاديث وغيرها تدعم عملياً، كما نرى، البناءات العقلية التي أنشاها القرآن في الفكر الاسلامي الذي ينطلق محصناً، مزوداً، موجهاً هكذا للقيام بمهمته العلمية والسياسيه والاجتماعية.
واننا لنرى أثر هذا المنهج التربوي الذي هيأ المجتمع الجديد لمهماته العقلية، حتى في سلوك الفرد أمام اختبارات بسيطة في ظروف ذات مغزى، نرى مثلاً، عمر ابن الخطاب يمر يوماً بدرب من دروب المدينة، وهو يتلو، على طريقته في الجلوس أو في المشي، يتلو الآية، {أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبًّا * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا * فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا * وَعِنَبًا وَقَضْبًا * وَزَيْتُونًا وَنَخْلًا * وَحَدَائِقَ غُلْبًا * وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}.
وها عمر يقف عند كلمة ((أبا)) ويشعر أنه لا يعرف معناها، ترى كيف سيحل هذه المشكلة؟ ان عمر ليس