للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فالقرآن لا يهمل هذا الجانب بل يلفت النظر إليه أحياناً بالاشارة والتلميح، فيكشف الفرق بين الحقيقة وما سواها مثلاً في قصة يصف فيها انحراف اليهود من هذه الناحية: ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أماني وإن هم الا يظنون.

فهنا نرى الميل، والشك، ومجرد الاحتمال، هذه الأمور المعبرة عن صور مختلفة للتردد توضع في مكانها من ((الحقيقة)) الساطعة التي تعبر عن الاقتناع العقلي في أصفى صوره.

وهذه آية أخرى توجه النقد الصارم للفكر الذي يسوغ لنفسه المناقشة فيما لا علم له به، دون أن يتحرى أولاً جمع معطيات موضوع المناقشة:

{هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ؟.}

فهذه الآيات، تضع الفكر الاسلامي في طريق العلم وتزوده لاكتسابه بأحسن التوجيهات المنهجية، وغيرها كثير، بحيث يكون القرآن الكريم، من هذه الناحية، منهجاً تربوياً جديراً بالدراسة في غير هذا المكان، إلا أننا نضيف أن المفهوم القرآني العام ينصب في الحديث النبوي الذي يصيغه في القالب التطبيقي، في

<<  <   >  >>