انني أتحدث مثلاً عن تلك الكتب من نوع ((ديجست)) التي توزع مجاناً أو بثمن بخس على الشباب كي تعينه بتواضع ثمنها على هضم الأفكار المعروضة لضميره ..
ولكن هيهات ... هيهات أن يفقه هذا الحديث ((الفكر المتنور)) الذي يستمع لكم، إن على بصره لغشاوة، ولستما، أنتم وهو، على نفس الصعيد، فهو يعيش على الصعيد الفكري، حيث نتلقى أفكار الغير بكل تقدير، لأن الآراء والأذواق ليست موضوع نقاش، حسب زعمهم، وربما تكونون أنتم على الصعيد الايديولوجي حيث يجب أن تطرح كل فكرة واردة تحت المجهر لينظر في شأنها، لأن الفكرة قد لا تكون، على هذا الصعيد، مجرد فكرة ينظر فيها من الزاوية الفكرية أو الفنية فحسب، أو بالنظر إلى نوايا صاحبها فقط، ولكن ينظر فيها من حيث نوايا من يستخدمها.
وعلى العموم فإن من يستمع إليكم لا يفهمكم لأنه خالي الذهن من فكرة الصراع الفكري، في العالم، وعلى أكثر تقدير يشعر بوجود هذا الصراع في المجال الدولي بين الكتلتين الكبيرتين.
يجب إذاً أن نذكر، ولو كلمة، على هذا المفهوم بالنسبة لموضوعنا، حيث لا نعتبر انتاج المستشرقين من