زاوية ذاتية أصحابه، من ناحية ميزاتهم الفكرية ونواياهم، بل من زاوية من يستخدم إنتاجهم لغايات خاصة في عالمنا نفسه، لا في عالم بعيد أو خيالي.
فهذه الغايات التي عرفناها فيما سبق بـ ((افتضاض الضمائر)) يمكن تلخيصها كما يلي: ان كل فراغ ايديولوجي لا تشغله أفكارنا، ينتظر أفكاراً منافية، معادية لنا.
فهذه هي القاعدة العامة ... والمتخصصون في الصراع الفكري يعرفونها كما يعرفون أبناءهم، ولكن يجب أن نضيف إلى ذلك أن أولئك الاخصائيين ليسوا مجرد مثقفين، يبحثون عن الحقيقة، لأنها حقيقة، ولكنهم يبحنون عن جانب التطبيق منها في مجال المصلحة السياسية، ولعلهم إذا لا ينتظرون وقوع الفراغ الايديولوجي لاحتلاله، بل يصنعونه هم، وربما يشغلونه مؤقتاً بأفكار سواهم حى تنتهي، في مرحلة أولى، عملية فصلنا عن أفكارنا بتلك الأفكار الفاصلة الوسيطة.
أجل، إن هذا المجال ليس المجال الذي يطبق فيه المبدأ المقرر تبعاً لخط مستقيم، مثل الهندسة، حيث النتيجة المنطقية تتبع مباشرة التي قبلها، فالصراع الفكري يجري فيه منطقه الخاص، تبعاً لخط ملتوٍ على العموم، بحيث يقتضي الانتقال من مرحلة معينة إلى أخرى، إلى مراحل