تقدم الكلام في أصل الخِلقة وحسنها وأن حصول كمالها بالشِّرعة المبيِّنَة مَواضع رضى المعبود ومواضع سخطه وأن طلب الأول وإرادته ومحبته والعمل به هو طريق التهيئة والتحْلية بحلل الجمال والحسن والكمال وأنه لا يحصل هذا إلا ببغض الثاني ورَفضه والبعد عنه.
فهنا يقال: حيث تقدم الكلام في الأصل فيبقى الكلام الآن في الطارئ الدخيل المغيِّر.
قد أخبر النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح أن كل مولود يُولد على الفطرة وليس كل أحد يستمر على هذا الأصل بل الكثير مُعَرّضون للطارئ الدخيل عليها، وليس في ذكر الأبوين حصر للصارف عن الفطرة وإنما ذلك يحصل