للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صنعك حيث أنبت في وجهك شعر اللحية ليقبح صورتك .. وأنت الذي أحسنت وأتقنت بإزالة هذا القبح!!.

وإن قلت: لا .. بل يحصل بتغيير خلق الله بحلقها التشويه والتقبيح؛ قيل لك: هذا ما اخترته لنفسك بتزيين الشيطان، ويقال لك أيضاً: إعلم أن من زُيِّن له هذا العمل القبيح واستحسن هذه المُثْلة الشنيعة إنما له نصيب من معنى قوله تعالى: (أَفَمَنْ زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً) (١)، وفاعل التزيين هنا محذوف وهو الشيطان كما في مواضع من القرآن الكريم مثل قوله تعالى: (زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ) (٢)، وقوله تعالى: (زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُوا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا) (٣)، ففاعل التزيين محذوف وهو الشيطان .. كما في آيات أخرى منها قوله تعالى: (وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ


(١) سورة فاطر، من الآية: ٨.
(٢) سورة آل عمران، من الآية: ١٤.
(٣) سورة البقرة، من الآية: ٢١٢.

<<  <   >  >>