للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[بسم الله الرحمن الرحيم]

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

أما بعد فإنه ما شُيّد البناء وزخرف مثل زماننا هذا أبداً من حين أهبط الله آدم عليه السلام إلى الأرض ليعمرها وذريته بطاعته كما قال تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) [الذاريات: ٥٦] فهذا هو الحكمة من خلق آدم وذريته والجن أيضاً.

ولما اقتضت حكمة الحكيم سبحانه خلق الإنس والجن لعبادته فكان لا بد لهم من مكان يعبدونه فيه وفيه يعيشون فلذلك أهبط الله آدم إلى الأرض ليعبده فيها هو وذريته.

وهو سبحانه خلق الأرض قبل ذلك لتكون المكان الملائم لهم كما خلق السموات لتكون المكان الملائم للملائكة عليهم السلام. وقد ذكر سبحانه في آيات من كتابه الكريم أنه خلق السموات والأرض بالحق. وهو عبادته وحده باتباع رسله عليهم السلام. فهذا هو الحق الذي خلقت له السموات والأرض فما خرج عن

<<  <   >  >>