للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

إذا كنت في الدنيا بصيراً فإنما ... بلاغُك منها مثل زاد المسافر

إذا أبقت الدنيا على المرء دينه ... فما فاته منها فليس بضائر

وقال الهيثمي في كتابه "الزواجر عن اقتراف الكبائر": وفي الطبراني بإسناد جيد: "إذا أراد الله بعبد شراً أحضر له اللبن والطين حتى يبني" إذا كان هذا في اللبن والطين فكيف بما نحن فيه اليوم؟ وليس هذا على إطلاقه فقد تقدم في الحديث استثناء ما لا بد منه. فالذي لا بد منه هو ما يكنّ الإنسان عن البرد والحر والمطر ويستره كحال السلف. وكما كانت المدينة في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلم يكن للعرب حتى قبل الإسلام التفات إلى تشييد البناء وزخرفته ولذلك كانت مساكن الأنصار رضي الله عنهم لا تزيد عن حاجتهم وضروراتهم دون زخرفة وأصباغ.

وقد صار في وقتنا من المألوف بل ومن المعروف أن يُشيَّد البناء بقوة لم يسبق لها نظير وأكثر من يفعل هذا من حلّ الشيب بساحته فالاغترار هنا بالدنيا ظاهر لكن استحكام الغفلة مع حُجب الذنوب أعظم ساتر.

يا عامر الدنيا على شيبه ... فيك أعاجيب لمن يعجب

ما عُذر من يعمر بنيانه ... وعمره منهدم يخرب

<<  <   >  >>