٣٠ - قال البغوي في معجم الصحابة [١٤١٧]:
حدثني زياد بن أيوب نا هشيم أخبرنا سيار عن أبي وائل:
أَنَّ ابْنَ مَسْعُوْدٍ رَأَى رَجُلاً قَدْ أَسْبَلَ فقال: ارفع إزارك.
فقال: وأنْتَ يابن مَسْعُوْدٍ فَارْفَعْ إِزَارَكَ.
فقال عبد الله: إني لست مثلك: إِنّ بِسَاقَيَّ حُمُوْشَةً وَأَنَا أَؤُمُّ النَّاسَ.
فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ فَجَعَلَ يَضْرِبُ الرَّجُلَ وَيَقُوْلُ: أَتَرُدُّ عَلَى ابْنِ مَسْعُوْدٍ؟
أقول: وحموشة الساقين هي دقتهما، وفي الخبر الإنكار على المسبل، وفي الخبر توقير العالم ومعرفة قدره،
والظاهر أن الرجل قال لابن مسعود [ارفع إزارك] مع كون ابن مسعود ليس مسبلاً أصلاً فليس من شرط غير المسبل أن يظهر ساقيه، أن يكون الخبر في الرخصة [في فقه ابن مسعود] لمن كان في ساقيه دقة دون غيره.
وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم الحض لمن كان في ساقيه عيب على رفع الإزار:
قال الحميدي في مسنده [٨١٠]:
ثنا سفيان قال ثنا إبراهيم بن ميسرة عن عمرو بن الشريد أو يعقوب بن عاصم كذلك كان يشك سفيان فيه عن الشريد قال:
أبصر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا قد أسبل إزاره فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ارفع إزارك فقال الرجل يا رسول الله إني أحنف يصطك ركبتاي فقال النبي صلى الله عليه وسلم ارفع أزارك فكل خلق الله حسن فما رئي ذلك الرجل بعد إلا وإزاره إلى أنصاف ساقيه.
وابن مسعود علل بأنه يؤم الناس، فالعلة مركبة، فربما افتتن الناس بدقة ساقية فأصابهم الضحك كما حصل لبعض الصحابة، فمن كان دقيق الساقين ولا يؤم الناس لم يكن له الاحتجاج بهذا الأثر والله أعلم.