[خاتمة في التكلم إجمالا فيما سبق وبيان ما حصل منه]
اعلم أنا قد بينا في هذه الرسالة معظم عقائد الشيعة بالنقل على الكتب المعتبرة والعلماء المهرة وبيّنا ما أثبت الأئمة والعلماء به كفرهم من الآيات والأحاديث وذكرنا ما كفروا به ومن أفتى بكفرهم من العلماء سيما علماء المذاهب الثلاثة مذهب الإمام الأعظم والإمام الأكمل الشافعي والإمام السالك مالك رضي الله تعالى عنهم مع التحقيق في ذلك كله وأثبتنا كون دار متأخريهم المخصوصة بهم دار كفر بلا شبهة. وهذا الحكم من جملة الباعث لتأليف الرسالة. وأوضحنا أن إفتاء العلماء المتأخرين في حق هؤلاء الضالين إنما كان عن علم وورع واختبار ومن يقدح فيهم ويخطئهم في فتواهم كبعض معاصرينا فهو مخطئ لابن أخت خالته مضر للدين في مقالته. ولعمري إنه يستحق أن يظن ببعض الظن ويقعقع بالشن، فإن هذا ليس منكرا شديدا يرفعه أو ضررا واقعا في الإسلام يدفعه، وهو ليس بمنفرد في العلم بأن الأئمة عدوا المتقدمين من هؤلاء الضالين مسلمين وجوزوا إمامتهم وقبلوا شهادتهم وبأن العلماء ردوا على من كفرهم واعتذروا عنهم بأنهم أصحاب تأويل وبأنهم يتكلمون بالشهادتين وبأنهم من أهل القبلة إلى غير ذلك. على أن كثيرا من أعوامهم الذين هم أهل الخيام لا يعلمون شهادة ولا صلاة ولا قبلة، كحيوانات عجماء بلا وازع ديني ولا ضابط شرعي كما شاهدناهم وأخبرنا من شاهدهم مرارا. وظاهرٌ أن هؤلاء النحارير الفضلاء كانوا أعلم بقوانين الشرع وبعقائد هؤلاء الضالين من غيرهم. كيف والحكم الفاسد يرد فتواهم