للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العدو، فقوله: {حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} (١) معناه إلى أن يقاتل في سبيل الله، فالأسر بدون قتال يقع بعده باطلاً ومنهيًا عنه" (٢) وهذا الفهم معوج وباطل، فهل كانت النساء اللاتي يُتخذن إماء، والأطفال الذين يُتخذون عبيدًا، من العساكر المقاتلين؟! وأما قوله تعالى: {حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} (٣) فلا علاقة له بالأسر دون قتال؛ بل معناه كما في التفاسير، بل وكما في تفسير د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر: (ما صح وما استقام لنبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام {أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى} (٤) من أعدائه الذين يريدون به وبدعوته شرًا {حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} (٥) أي: حتى يبالغ في قتلهم، وإنزاله الضربات الشديدة عليهم، إذلالاً للكفر وإعزازًا لدين الله) (٦).

* وقال د. علي جمعة: "من جاهد رسول الله؟ جاهد العرب؛ منهم بنو سليم، ومنهم غطفان، ومنهم هوازن، ومنهم بنو تميم، وقريش.

من هؤلاء؟ هؤلاء أولاد إلياس بن مضر، كلهم قبيلة واحدة، لم يرفع السيف صلى الله عليه وسلم على أحد من العرب من غير أولاد إلياس بن مضر، في ثمانين سرية وغزوة وتجريدية وكتيبة وكذا إلى آخره، أغلبها كان لمتابعة قطاع الطريق، وكان لرد عدوان، ولسرقة سرقوها، ولتأديب من يحتاج إلى التأديب، ولكنه لم يرفع السيف لا في هذه ولا في تلك إلا على أبناء عمومته الذين أخرجوه ومنعوه إبلاغ كلمة الله، فمن أكره؟ ومن أدخل دين الإسلام


(١) سورة الأنفال، الآية ٦٧.
(٢) مقال في جريدة الأهرام، بعنوان: قتل الأسرى، بتاريخ ٢٦ - ٣ - ٢٠٠٧م.
(٣) سورة الأنفال، الآية ٦٧.
(٤) سورة الأنفال، الآية ٦٧.
(٥) سورة الأنفال، الآية ٦٧.
(٦) كتاب تفسير الوسيط، تفسير سورة الأنفال.

<<  <   >  >>