للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بسيف أو بغيره؟ كانوا يأسرون الزعيم فيأتي رسول الله فيسلم؛ لما يراه من خلقه العالي الكريم، فتسلم قبيلته، لم يرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم السيف إلا على أولاد إلياس بن مضر، وكانوا يمثلون عائلة واحدة، يجتمعون ضد أعدائهم إذا هَمَّ الهم، فكأنه ينذر عشيرته الأقربين" (١) ويقول في موضع آخر: "الذين جرد لهم النبي صلى الله عليه وسلم من حضر من أولاد عمومته، وكان العرب يقاتلون أولاد عمومتهم للتأديب، يعني كأنها مشكلة داخلية" (٢).

هذا الكلام من أعجب العجب، ولا يمكن أن يصدقه من قرأ قطوفًا من السيرة النبوية، أو قرأ جزءًا من كتاب الجهاد في أي كتاب من كتب الفقه، ولكن قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيكون في آخر أمتي أناس يحدثونكم ما لم تسمعوا أنتم ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم) (٣).

* وقال في أعقاب استهزاء الدنماركيين بالرسول صلى الله عليه وسلم: " {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} (٤) رحلوا الصدام لغير مواضع الاستفزاز الدنيء منهم" (٥) ولا أدري ما هي المواضع التي يقصدها إذا لم تكن سخريتهم واستهزاؤهم هي القاطع لكل وشائج الصلة مع هؤلاء الكافرين، وهي المؤذنة بالعداوة والبغضاء بين أمة الإسلام وهذه الأمة المجرمة.

* وقال: "لما كان في المدينة جاءوا إليه في بدر، وبدر من المدينة أو بقريب منها، ثم جاءوه في أحد، وأحد من المدينة أو هي قريب منها، ثم جاءوه في الخندق الذي حفره يحمي المدينة، ما اعتدى عليهم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " (٦) هذا


(١) كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، ص ٧٨.
(٢) كتاب فتاوى عصرية، الجزء الأول، ص ١٧١.
(٣) رواه مسلم في مقدمة صحيحه، باب النهي عن الرواية عن الضعفاء.
(٤) سورة الحجر، الآية ٩٥.
(٥) كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، ص١٦٠.
(٦) كتاب النبي صلى الله عليه وسلم، ص ١٦٣.

<<  <   >  >>