للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

طاعة الله، وأن يتجنب أن يعصيه بها؛ ومن ذلك التزام غض البصر عما حرم الله النظر إليه؛ اتباعًا لقوله تعالى: {قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (١)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (لا تتبع النظرة النظرة، فإن لك الأولى، وليست لك الآخرة) (٢) وقوله: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر) (٣) وقوله: (إياكم والجلوس على الطرقات، فقالوا: ما لنا بد، إنما هي مجالسنا نتحدث فيها، قال: فإذا أبيتم إلا المجالس، فأعطوا الطريق حقها، قالوا: وما حق الطريق؟ قال: غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، وأمر بالمعروف، ونهي عن المنكر) (٤) وأمره لجرير بن عبد الله لما سأله عن نظر الفجأة أن يصرف بصره (٥).

بل إن الشرع أمر بأكثر من ذلك، وهو عدم استماع الأوصاف التي تقرب إلى الذهن صورة المرأة الأجنبية، قال صلى الله عليه وسلم: (لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها) (٦).

ووجوب الالتزام بهذا الهدي الإسلامي القويم من الأمور المعلومة المشتهرة لدى المسلمين؛ لكن د. علي جمعة مع كثرة النساء المتبرجات بزينتهن، كان له هوى ما، أورده بطريق ملتو غريب، ذلك أنه أفتى بجواز نظر الرجل المتدين إلى عموم النساء المتبرجات،


(١) سورة النور، الآية ٣٠.
(٢) رواه أبو داود، كتاب النكاح، باب ما يؤمر به من غض البصر، والترمذي، كتاب الأدب، باب ما جاء في نظر الفجأة.
(٣) رواه البخاري، كتاب الاستئذان، باب زنا الجوارح دون الفرج، ورواه مسلم، كتاب القدر، باب قدر على ابن آدم حظه من الزنا وغيره.
(٤) رواه البخاري، كتاب المظالم والغصب، باب أفنية الدور والجلوس فيها والجلوس على الصعدات، ورواه مسلم، كتاب السلام، باب من حق الجلوس على الطريق رد السلام.
(٥) رواه مسلم، كتاب الآداب، باب نظر الفجاءة.
(٦) رواه البخاري، كتاب النكاح، باب لا تباشر المرأة المرأة فتنعتها لزوجها.

<<  <   >  >>