ضغنا لا رحمة، وإحنة وفسادا لا محبة وإيثارا، فقد كذب القرآن وآذى رسول الله في أصحابه وأساء إلى علي بتشويه ما كان عليه من سمو وصلاح وفضيلة.
والخلافة نفسها كانت في نظرهم تكليفا وعبئا يحمله من يحمله منهم تدينا وتطوعا. ولم تكن حقدا لأحد منهم قبل أن يتولاها، ولا متعة له أو مأكلة بعد ولايتها، حتى يتنازعوا عليها أو يتعادوا لأجلها. وقد قام بها الأربعة الراشدون سلام الله عليهم جميعا رحمته ورضوانه ـ واحدا بعد واحد ـ فكانوا المثل الأعلى في النزاهة والأمانة والعفة والكفاف والإنصاف وبعد النظر وإيثار الخير والحق.
وكان علي محبا لجميع الصحابة ـ وفي مقدمتهم إخوانه الذين سبقوه في حمل أعباء الأمة ـ عارفا عظيم منزلة أهل المنزلة منهم عند رسول الله عاقدا قلبه على بيعة من بايعه منهم صدقا لا نفاقا، وهو أجل من أن ينافق فمن ادعى خلاف ذلك فقد ذم عليا واستحق منه البراءة والسخط، ومن الله اللعنة والنار.
وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - التي حملها أصحابه ومحصها الأئمة بعدهم وبينوا صحيحها من سقيمها، ودلوا على الأمناء من رواتهم وميزوهم عن الكذبة والأشرار والضعفة الذين لا كفاءة بهم لهذا الأمر، هي السنة الصحيحة، أي لا يعرف التاريخ أمانة من أمانات الماضي بذل صفوة البشر أقصى عنايتهم في صيانتها كما بذل علماء المسلمين في تمحيص سنة نبيهم وإنقاذها من أهواء الكذبة المتعصبين للباطل، المتشيعين للفتنة والفساد.
وبعد وضوح هذه الفروق الأساسية بين طريقة السنة وطريقة