للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

[مولده ونشأته]

عالم من عظماء أئمة الإسلام في القرن الثاني عشر الهجري، ولد صوب الكرخ بالجانب الغربي من بغداد في سنة: (١١٠٤هـ)، ونشأ بها. ولما بلغ من العمر ست سنوات توفى والده، فكفله خاله شقيق والدته العلامة الشيخ (أحمد بن سويد)، وأقرأه القرآن الكريم، وعلمه الكتابة، والقراءة، وشيء من الفقه، والنحو والصرف، وأجازه بما يجوز له. ثم أخذ على مشايخ عدة بالعراق، والشام والحجاز، منهم: (العلامة محمد الغلامي، الذي قرأ عليه كتاب: هدية الحكمة بالموصل) (١)، (والعلامة محمد بن إسماعيل القاهري)، (والشيخ أبو الطيب أحمد بن أبي القاسم المغربي المدايني)، (والشيخ آلي أفندي الرومي القسطنطيني - صاحب الثبت المشهور في الروم). وأخذ قواعد اللغة والنحو عن عدة علماء منهم: (الشيخ حسين بن نوح الحديثي الحنفي البغدادي) (٢)، (والشيخ سلطان ابن ناصر الجبوري الشافعي الخابوري) (٣)، (والشيخ حسين نظمي زادة) (٤).

وأخذ جانباً كبيراً في الفقه والأصول على: (الشيخ محمد بن عبد الرحمن الرحبي مفتي الشافعية بالعراق) (٥)، (والشيخ درويش العتاقي)، (والشيخ علي الأنصاري الأحسائي). وأجاز له مكاتبة: (الأستاذ الشيخ عبد الغني النابلسي)، (كما أخذ مشافهة في بغداد عن: (الشهاب أحمد بن محمد عقيلة الملكي) (٦)، (والشيخ محمد المصري)، (وذلك حين قدم الأخير بغداد زائرا في سنة: (١١٤٣هـ)، وكذلك أخذ عن الشيخين: (محمد بن الطيب المدني) والشيخ العارف بالله مصطفى بن كمال الدين البكري) حين وردا بغداد أيضاً للزيارة (٧). وكان قد أرتحل للموصل لطلب العلم فقرأ على علمائها، وأتم المادة في المعقول والمنقول على: (الشيخ يس أفندي الحنفي)، (والقاضي الشيخ فتح الله أفندي الموصلي الحنفي) (٨).

ثم رجع إلى بلده بغداد مكملاً بسائر العلوم العقلية والنقلية، وتصدر للتدريس والإفادة في داره، وفي حضرة مزار (الإمام أبي حنيفة النعمان)، (وفي المدرسة المرجانية)، (وانتفع به طلبة العلم وأستمر عاكفاً على بث العلوم والإفادة.


(١) انظر عن الغلامي في كتاب: (العلم السامي-في ترجمته للمرحوم محمد رؤوف الغلامي)، (وتاريخ الأدب العربي. ج٢ ص: ٢١٣، ٢٧٨ ,٢٧٩)، (والروض النضر. ج١ ص: ٤٣٠).
(٢) الشيخ حسين بن نوح الحديثي: من علماء بغداد، ومن مدرسي المدرسة القمرية في جانب الكرخ من بغداد، وقد ذكره وأثنى عليه الإمام عبد الله السويدي العباسي في كتابه (النفحة المسكية).
(٣) الشيخ الجبوري: من أعلام عصرة، ولد بالموصل في سنة: (١٠٧٢هـ)، وتوفى بالطريق أثناء عودته من الحج، وله آثار مخطوطة في اللغة، والفقه، والقراءة، وقد ذكره وأشاد بفضله كثيرون منهم صاحب: (تاريخ الأدب العربي في العراق. ج٢ ص:١٧٦)، وتاريخ الأسرة العلمية في بغداد) (والرسالة الإسلامية ص: ٦٢،٦٣).
(٤) الشيخ حسين نظمي زاده: من علماء بغداد، كان عالماً بعدة لغات، ولد في سنة (١١٣٠هـ) وكانت وفاته في سنة: (١٠٥٣هـ) وهو شقيق الشيخ مرتضى آل نظمي صاحب (كلشن خلفا).
(٥) الشيخ الرحبي: كان مفتي الشافعية بالعراق، واحد العلماء الأعلام في عصره، ترجم له العمري في: الروض النضر. ج٣. ص: ٨٢.
(٦) محمد بن عقيلة المكي: هو جمال الدين المعروف بابن عقيلة، وهو من علماء مكة المكرمة وتوفي بها سنة (١١٥٠هـ) أخذ عنه عالمنا صاحب الترجمة في بغداد أثناء زيارته لها، وله آثار مخطوطة في الفقه، والتاريخ، والحديث: انظر عنه أيضاَ في: (سلك الدرر. ج٤ ص:٣٠)، ومعجم المؤلفين. ص ٢٦٤)، (وتاريخ الأدب العربي لبرو كلمان. ج٢. ص:٣٨٦ - والذيل ٢:/٥٢٢ الطبعة الألمانية).
(٧) النفحة المسكية: للإمام عبد الله السويدي العباسي (ق/١٧).
(٨) الشيخ فتح الله الموصلي: هو فتح الله بن موسى بن علي المري الموصلي، من أعلام قضاة العراق، تولى قضاء البصرة، وهو من مواليد سنة: (١٢٠٠هـ) وتوفي بالموصل سنة في: (١١٠٧هـ).

<<  <   >  >>