للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولحيته سوداء مصبوغة بالوسمة (١) ولكنها حسنة، وله حاجبان مقوسان مفروقان وعينان تميلان إلى الصفرة إلا أنهما حسنتان. والحاصل صورته جميلة. فحينما وقع نظري عليه زالت هيبته عن قلبي، وذهب عني الرعب فخاطبني باللغة التركمانية (كخطابه الأول) وقال لي:

ـ كيف حال أحمد خان؟

فقلت: بخير وعافية.

فقال: أتدري لم أردتك؟

قلت: لا!

فقال: إن في مملكتي فرقتين تركستان وأفغان يقولون للإيرانيين (أنتم كفار) فالكفر قبيح ولا يليق أن يكون في مملكتي قوم يكفر بعضهم بعضا، فالآن أنت وكيل من قبلي: ترفع جميع المكفرات، وتشهد على الفرقة الثالثة يما يلتزمونه. وكل ما رأيت أو سمعت تخبرني وتنقله لأحمد خان ...

ثم رخص لي بالخروج، وأمر أن تكون دار ضيافتي عند اعتماد الدولة وأن اجتمع بعد الظهر مع الملا باشي علي أكبر.

فخرجت وأنا في غاية الفرح والسرور، لأن حكم العجم صار بيدي.

وأتيت دار الضيافة فجلست قليلا؛ فجاء الاعتماد إلى خيمته فدعاني إلى الطعام، وكان المهمندار نظر علي خان وفي صحبته عبد الكريم بك، وأبو ذر بك. كان هؤلاء في خدمتي.

فلما أقبلت على الاعتماد وسلمت عليه رد علي السلام وهو جالس


(١) نبت يختضب بورقه، ويقال هو العظلم وورق النيل.

<<  <   >  >>