لربما كان له وجه ما بحسب الظاهر، وأيضا لو كانت الآية دالة على خلافة علي لدلت على خلافة الحسن والحسين وفاطمة مع أنه بطريق الاشتراك ولا قائل بذلك لأن الحسن والحسين إذ ذاك صغيران وفاطمة مفطومة كسائر النساء عن الولايات، فلم تكن الآية دالة على الخلافة.
فانقطع ...
ثم قال: عندي دليل آخر وهو قوله تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ}(١) أجمع أهل التفسير على أنها نزلت في علي حين تصدق بخاتمه على السائل وهو في الصلاة و (إنما) للحصر و (الولي) بمعنى (الأولى منكم بالتصرف).
فقلت: لهذه الآية عندي أجوبة كثيرة.
وقبل أن اشرع في الأجوبة قال بعض الحاضرين من الشيعة باللغة الفارسية يخاطب الملا باشي بشي معناه: اترك المباحثة مع هذا فإنه شيطان مجسم وكلما زدت في الدلائل وأجابك عنها انحطت منزلتك.
فنظر إلي وتبسم وقال:
ـ إنك رجل فاضل، تجيب عن هذه وعن وغيرها ولكن كلامي مع بحر العلم، فإنه لا يستطيع أن يجيب.
فقلت: الذي كان في صدر كلامك أن فحول أهل السنة لا يستطيعون الجواب، فهذا الذي دعاني إلى المعارضة والمحاورة.
فقال: أنا رجل أعجمي، ولا أتقن العربية فربما صدر مني لفظ غير مقصود لي ...