صنعاء؛ فجاش ابن كبالة بقبائل حمير وهمدان وخالف ابن جراح القرمطي فصاروا في وجهه وابن كبالة يقابله على درب شبام، فضاق حال الملعون القرمطي وخرج منهزما بالليل هو وأصحابه إلى مسور، فذكروا أنه ما خرج إلا بنفسه، وترك خيله، وأقام في شبام حتى رجع لها القرمطي ثانية، وذلك عند دخول علي بن فضل صنعاء، وأنا أذكر ما كان منهما لعنهما الله.
وقد كان المنصور كتب قبل أن يختلف هو وعلي بن فضل إلى ميمون وولده يخبره بما فتح من البلاد، ووجه إليهما بهدايا وطرف من طرف اليمن، وكان ذلك سنة تسعين ومائتين، فلما وصلت هديته إلى القداح وولده سرهما ذلك، وقال لولده: هذه دولتك قد أقبلت.
ثم إن المنصور أقام في مسور إلى أن جرى بينه وبين علي بن فضل الجدني اختلاف ومحاربة، وأنا أشرح ذلك في موضعه إن شاء الله تعالى.
وكان موت المنصور لعنه الله سنة اثنتين وثلاثمائة، وولي الأمر من بعده عبد الله ابن عباس الشاوري.
[باب ذكر علي بن فاضل بن أحمد الجدني لعنه الله]
كان من خبره أنه لما افترق هو والمنصور بغلافقة وخرج إلى اليمن أيضا وفيها جعفر بن إبراهيم المناخي وخرج إلى جعفر من أبين وفيها رجل من الأصابح يقال له محمد بن أبي العلاء، فخرج القرمطي إلى جيشان ثم خرج إلى سرويافع فتفرسهم