فيقول: قال الله تعالى: {َأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ}. فالزكاة المفروضة في كل عام مرة وكذلك الصلاة من صلاها مرة في السنة فقد أقام الصلاة بغير تكرار, وأيضا فالصلاة والزكاة لهما باطن، لأن الصلاة صلاتان, والزكاة زكاتان, والصوم صومان, والحج حجان, وما خلق الله سبحانه من ظاهر إلاّ وله باطن, يدل على ذلك:{وَذَرُوا ظَاهِرَ الإِثْمِ وَبَاطِنَهُ} , و {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} , ألا ترى أن البيضة لها ظاهر وباطن, فالظاهر ما تساوى به الناس وعرفه الخاص والعام, وأما الباطن فقصر علم الناس به عن العلم به فلا يعرفه إلا القليل, من ذلك قوله:{وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} , وقوله:{وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} , فالأقل من الأكثر الذين لا عقول لهم.
والصلاة والزكاة سبعة أحرف دليل على محمد وعلى - صلى الله عليه وسلم - عليهما لأنهما سبعة أحرف، فالمعني بالصلاة والزكاة ولاية محمد وعلي, فمن تولاهما فقد أقام الصلاة وآتى الزكاة. فيوهمون على من لا يعرف لزوم الشريعة والقرآن وسنن النبي - صلى الله عليه وسلم - فيقع هذا من ذلك المخدوع بموقع الاتفاق والموافقة لأنه مذهب الراحة والإباحة، يريحهم مما تلزمهم الشرائع من طاعة الله ويبيح لهم ما حظر عليهم من محارم الله. فإذا قبل منهم ذلك المغرور هذا قالوا له: قرب قربانا يكون لك