وثمة بشارة أخرى جاءت على لسان المسيح تبشر بالمسيح المنتظر - صلى الله عليه وسلم -، وتؤكد أنه أعظم الأنبياء، وأنه النبي المسمى إيليّا، وأنه الذي تقاطرت النبوات على البشارة به، يقول المسيح:" الحق الحق أقول لكم: لم يقم بين المولودين من النساء أعظم من يوحنا المعمدان، ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه .. لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبؤوا، وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليا المزمع أن يأتي، من له أذنان للسمع فليسمع "(متى ١١/ ١١ - ١٥)، فالأصغر في ملكوت السماوات هو إيلياء المزمع أن يأتي، الذي تنبأ به الأنبياء، نبياً تلو نبي، وكان آخرهم يوحنا المعمدان.
فمن هو إيليّا، الأصغر في ملكوت السماوات؟ إنه محمد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي صغر بتأخره في الزمان عن سائر الأنبياء، لكنه فاقهم جميعاً باكتمال رسالته ورضا الله بدينه ديناً خاتماً إلى قيام الساعة، فإن لم يكن محمداً - صلى الله عليه وسلم - فمن ذا يكون؟
ولا يمكن لنصراني أن يدعي بأن عيسى هو آخر الرسل والأنبياء لإيمانهم برسالة تلاميذه بل وغيرهم كبولس، كما لم تكمل رسالته عليه السلام بدليل التعديل والنسخ الذي أجراه الحواريون عليها في المجمع الأورشليمي الأول بزعم التيسير على المتنصرين، فأبطلوا الختان، وأحلوا بعض محرمات التوراة.
وعليه فلا تصدق على المسيح - عليه السلام - كلمة " الأصغر "، لأنه ليس آخر الأنبياء، كما أنه لم يصرح ولا يفهم أنه كان يتحدث عن نفسه حين قال:" ولكن الأصغر في ملكوت السماوات أعظم منه .. لأن جميع الأنبياء والناموس إلى يوحنا تنبؤوا، وإن أردتم أن تقبلوا فهذا هو إيليّا المزمع أن يأتي، من له أذنان للسمع فليسمع "(متى ١١/ ١١ - ١٥).