للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومثل هذا التحريف لا يستغرب وقوعه في كتب القوم، ففيها من الطوام مما يجعل تحريف كلمة " البيرقليط " من السهل الهين.

كما أن وقوع التصحيف والتغير في الأسماء كثير عند الترجمة بين اللغات وفي الطبعات، فاسم "بارباس" في الترجمة البروتستانتية هو في نسخة الكاثوليك " بارابا "، وكذا (المسيا، ماشيح) و (شيلون، شيلوه) وسوى ذلك، وكلمة " البارقليط " مترجمة عن السريانية لغة المسيح الأصلية فلا يبعد أن يقع مثل هذا التحوير حين الترجمة.

ولجلاء التحريف في هذه الفقرة فإن أدوين جونس في كتابه " نشأة الديانة المسيحية " يعترف بأن معنى البارقليط: محمد، لكنه يطمس اعترافه بكذبة وطامّة لا تنطلي على أهل العلم والتحقيق، فيقول بأن المسيحيين أدخلوا هذا الاسم في إنجيل يوحنا جهلاً منهم بعد ظهور الإسلام وتأثرهم بالثقافة الدينية للمسلمين.

وأما المستشرق النمساوي المتعصب لويس سبرنجر (تـ ١٨٩٣م) في كتابه عن سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - فيحل المسألة بطريقة - لا ريب أنها - ستدهش القارئ وتثير عجبه، فيزعم أن اسم النبي الحقيقي هو قثم، وأن النبي - صلى الله عليه وسلم - تسمى باسم محمد في المدينة المنورة، بعد اختلاطه بالنصارى، وقد التقطه من خلال قراءته لنبوءات الأناجيل عن البارقليط (المنحمنا بالسريانية).

وقد أيده عدد من المستشرقين منهم المستشرق الفرنسي اليهودي هرتويغ درنبرغ Hartwig Derenbourg ( تـ ١٩٠٨م)، والمستشرق الألماني المتعصب ثيودور نولدكه (تـ ١٩٣٠م) صاحب كتاب "تاريخ القرآن"، والمستشرق الإيطالي الأمير ليون كايتاني في كتابه الشهير حوليات الإسلام ( nnalli dell' Islam) . (١)


(١) انظر تاريخ العرب في الإسلام، جواد علي، ص (٩٧ - ٩٨).

<<  <   >  >>