(يوحنا ١/ ٤١). لكنه - وكما يقول القس الخضري -: "لا يقصد بهذه العبارة إلا ما كان يقصده اليهودي المتدين الذي كان ينتظر مجيء المسيا الذي سيخلص ويحرر إسرائيل من العبودية الأجنبية، ثم ينعش الحياة الروحية". (١)
والمراة السامرية لما رأته أعاجيبه " قالت له المرأة: أنا أعلم أن مسيّا - الذي يقال له المسيح - يأتي، فمتى جاء ذاك يخبرنا بكل شيء"(يوحنا ٤/ ٢٥ - ٣٠).
وشاع هذا الخبر في بني إسرائيل حتى خشي رؤساء الكهنة من بطش الرومان إن عرفوا أن المسيح المنتظر العظيم المظفر قد ظهر في شخص عيسى، فسارعوا إلى الإيقاع به، متهمين إياه بإفساد الأمة وادعاء أنه المخلص المنتظر، " فجمع رؤساء الكهنة والفريسيون مجمعاً، وقالوا: ماذا نصنع، فإن هذا الإنسان يعمل آيات كثيرة، إن تركناه هكذا يؤمن الجميع به، فيأتي الرومانيون ويأخذون موضعنا وأمّتنا؟
فقال لهم واحد منهم، وهو قيافا، كان رئيساً للكهنة في تلك السنة: أنتم لستم تعرفون شيئاً، ولا تفكرون، إنه خير لنا أن يموت إنسان واحد عن الشعب، ولا تهلك الأمة كلها " (يوحنا ١١/ ٤٧ - ٥٠). فقالوا لبيلاطس:" إننا وجدنا هذا يفسد الأمة، ويمنع أن تعطى جزية لقيصر قائلاً: إنه هو مسيح ملك، فسأله بيلاطس قائلاً: أنت ملك اليهود؟ فأجابه وقال: أنت تقول، فقال بيلاطس لرؤساء الكهنة والجموع: إني لا أجد علّة في هذا الإنسان"(لوقا ٢٣/ ٢ - ٤)، فقد ثبت لبيلاطس براءته مما اتهموه، إذ هو لم يدع أنه ملك اليهود المنتظر.
(١) تاريخ الفكر المسيحي، الدكتور القس حنا جرجس الخضري (١/ ٢٦٩).