(متى ٣/ ١٠ - ١١)، (وانظر مثل التينة التي لا تثمر في لوقا ١٣/ ٦ - ٩) لقد كان المسيح الفرصة الأخيرة للإبقاء على الاصطفاء والاختيار، فقد وضع الفأس على أصل الشجرة، فلما كفروا به وحاولوا قتله، قطعت الشجرة الخضراء ويبست، ودفعت للنار، نار الغضب الإلهي والضلال، وأزهرت شجرة أخرى كانت يابسة.
نعم، لقد أيبس الله شجرة بني إسرائيل وأحرقها، وأفرخ شجرة أخرى كانت يابسة لم تظهر فيها النبوات من لدن إسماعيل عليه السلام، فكانت هي الأمة التي سلطها الله على بني إسرائيل، وهو أمر لا يخفى على من تأمل حاله عليه الصلاة والسلام مع يهود بني النضير ثم يهود بني قينقاع ثم فتكه ببني قريظة، وقضاؤه على آخر تجمعاتهم في جزيرة العرب، في غزوة خيبر.
ويقول النبي حزقيال أيضاً:" أنت أيها النجس الشرير رئيس إسرائيل الذي قد جاء يومه في زمان إثم النهاية، هكذا قال السيد الرب: انزعِ العمامة وارفعِ التاج، هذه لا تلك، ارفعِ الوضيع، وضعِ الرفيع، منقلباً، منقلباً، منقلباً أجعله، هذا لا يكون حتى يأتي الذي له الحكم، فأعطيه إياه "(حزقيال ٢١/ ٢٥ - ٢٧).
فإذا جاء صاحب الحكم، النبي الخاتم، تنقلب الأمور، وترفع العمامة أي تنسخ الشريعة من بني إسرائيل، فالعمامة رمز للكهنة الهارونيين الموكلين بأمر الشريعة في أسباط بني إسرائيل، والذين أمروا بملابس خاصة، منها العمامة. (انظر الخروج ٢٨/ ٣٦ - ٣٧) كما يرفع التاج (الملك).
وحينئذ تصبح الأمة المرذولة أمة مختارة، والأمة المختارة أمة مرذولة، كما قال داود:" الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية، من قبل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا "(المزمور ١١٨/ ٢٢ - ٢٣) لكنه حقيقة.
وقد ضرب المسيح للتلاميذ مثل الكرامين - كما سيأتي - ثم قال: " الحجر الذي