والمسيح لقب للنبي القادم الذي كانت تنتظره بنو إسرائيل، لذا تساءل اليهود لما رأوا يوحنا المعمدان إن كان هو المسيح القادم " فاعترف ولم ينكر، وأقر: إني لست المسيح. فسألوه إذاً ماذا؟ إيّليا أنت؟ "(يوحنا ١/ ٢١ - ٢٢).
كما استخدم هذا الاسم جموعُ اليهود حين رأوا معجزات عيسى عليه السلام، فقالوا:" ألعل المسيح (أي القادم) متى جاء يعمل آيات أكثر من هذه التي عملها هذا! "(يوحنا ٧/ ٣٠ - ٣١).
كما يطلق على النبي القادم المسِيّا، وهو لقب مرادف للفظة المسيح، فقد جاء في بيان ذلك في إنجيل يوحنا " مسِيّا الذي تفسيره: المسيح "(يوحنا ١/ ٤١)، فالكلمة السريانية:"ماشيح "، تنطق في اللغات التي ليس فيها حرف الحاء:"المسيّا".
ولعل البعض يهتف مطالباً بالكشف عن النص الصريح الذي يبشر بمحمد - صلى الله عليه وسلم -، ويبين بجلاء اسمه وصفته التي لا ينازعه فيها أحد، وحُق له ذلك، لكن يحول دون تحقيقه أمران متعلقان بالكتاب المقدس وتراجمه، وهما لا يعزبان عن فهم المتضلعين في كتب القوم المقدسة، الذين يدركون السبب الذي أضاع أو أغمض كثيراً من البشارات الكتابية.
أولهما: أن لأهل الكتاب عادة في ترجمة الأسماء إلى معانيها، فيوردون في الترجمة المعنى دون الاسم، وقد يزيدون تفسيراً للعبارة، ويقحمونه في النص.
ولكم ضاع بسبب هذا الصنيع من دلالات واضحات، منها نبوءة المسيح عن البارقليط، والذي تسميه التراجم الحديثة: المعزي، ومنها بشارة النبي حجي بمقدم (محماد) التي ترجمها المترجمون بمشتهى، فضاعت الكثير من دلالات قول النبي حجي:"ويأتي مشتهى كل الأمم"(حجي ٢/ ٧).