للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وليس بأحد غيره الخلاص، لأن ليس اسم آخر تحت السماء قد أعطي بين الناس به ينبغي أن نخلص" (أعمال ٤/ ١٠ - ١٢)، مع أن الحجر الذي أخبر عنه داود ثم المسيح نبوة غالبة، وأمة ظافرة، وهذه النبوة ليست في بني إسرائيل كما شهد المسيح عليه السلام.

ولبطرس عذر في خطئه، فهو إنسان عامي عديم العلم كما شهد له أولئك الذين استمعوا لحديثه وتعجبوا من المعجزات التي صنعها، فقد قال في ذات السياق: " فلما رأوا مجاهرة بطرس ويوحنا، ووجدوا أنهما إنسانان عديما العلم وعاميان، تعجبوا " (أعمال ٤/ ١٣).

وهذا المثل العجيب من المسيح (مثل الكرامين) يحكي تنكر اليهود لنعم الله واصطفائه لهم بقتلهم أنبياءه وهجر شريعته، ويحكي انتقال الملكوت إلى أمة تقوم بأمر الله تعالى وتقوى على أعدائها وتسحقهم.

وهذه الأمة مرذولة محتقرة "الحجر الذي رفضه البناؤون قد صار رأس الزاوية"، لكن الله اختارها رغم عجب اليهود من تحول الملكوت إلى هذه الأمة المرذولة، لكنه قدر الله العظيم "من قبل الرب كان هذا، وهو عجيب في أعيننا" ..

فمن تكون هذه الأمة المرذولة؟ إنها أمة العرب، أبناء الجارية هاجر، التي يزدريها الكتاب المقدس، فقد قالت سارة: "اطرد هذه الجارية وابنها، لأن ابن الجارية لا يرث مع ابني إسحاق " (التكوين ٢١/ ١٠).

وقال بولس مفتخراً على العرب محتقراً لهم: " ماذا يقول الكتاب؟ اطرد الجارية وابنها، لأنه لا يرث ابن الجارية مع ابن الحرة، إذاً أيها الإخوة: لسنا أولاد جارية، بل أولاد الحرة " (غلاطية ٤/ ٣٠ - ٣١).

وقد ضرب المسيح المزيد من الأمثال للملكوت القادم، فبيّن في مثل آخر أنه ليس في بني إسرائيل، الأمة التي لم تستحق اصطفاء الله لها، يقول متى: "جعل يسوع

<<  <   >  >>