للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قطع حجر من جبل لا بيدين، فسحق الحديد والنحاس والخز ف والفضة والذهب. الله العظيم قد عرف الملك ما سيأتي بعد هذا. الحلم حق وتعبيره يقين " (دانيال ٢/ ٢١ - ٤٥).

يقول هودجكن في كتابه "المسيح في كل الكتب": وأما الحجر الذي قطع بغير يدين ويسحق التمثال العظيم فكناية عن مملكة "المسيا": أي المسيح المنتظر.

وفي التفسير التطبيقي: "وأما الحجر المقطوع من الجبل فيشير إلى ملكوت الله الذي يحكمه المسِيّا ملك الملوك إلى الأبد ". (١)

فالرؤيا كما يظهر هي عن الممالك التي ستقوم بين يدي بني الملكوت، فأولها مملكة بابل التي يرأسها بختنصر، والتي يرمز لها في الحلم بالرأس الذهبي.

ثم مملكة فارس التي قامت أقامها خسرو، وتسلط ملكها قورش على بابل سنة (٥٣٩ ق. م)، ورمز لها في المنام بالصدر والذراعين من فضة.

ثم تلتها مملكة مقدونية والتي قضت على مملكة الفرس، وأسسها الاسكندر المقدوني (٣٣٦ ق. م)، ويرمز لها في المنام بالبطن والفخذين من النحاس.

ثم تلتها امبراطورية الرومان والتي أسسها الأمبرطور بوفبيوس (٦٣ ق. م)، ورمز لها في المنام بساقين من حديد وقدمين إحداهما من خزف وأخرى من حديد، ولعله أراد دولتي فارس والروم أو انقسام الأمبراطورية الرومانية. (٢)

"وفي أيام هؤلاء الملوك يقيم إله السماوات مملكة لن تنقرض أبداً "، فقد جاء الحجر الذي رذله البناؤون وقد قطع بغير يدين، إذ جاء من السماء ليقضي على الفرس


(١) التفسير التطبيقي، ص (١٦٨٤).
(٢) انظر: إظهار الحق، رحمة الله الهندي (٤/ ١١٦٦ - ١١٦٩)، البشارة بنبي الإسلام في التوراة والإنجيل، أحمد حجازي السقا (٢/ ٤٨ - ٥١).

<<  <   >  >>