للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومن ذلك أن أهل الزيغ يتعلقون بنصوص المعية: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (١) وأبطلوا بها نصوص الفوقية والعلو: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} (٢) قالوا: إن الله مختلط بالمخلوقات، وقالوا: إن هذه النصوص تبطل نصوص الفوقية والعلو، وهذا من أبطل الباطل, المعية لا تفيد الاختلاط، المعية في لغة العرب التي نزل بها القرآن لمطلق المصاحبة، تأتي لمطلق المصاحبة، (مع) في لغة العرب لا تفيد الاختلاط ولا الامتزاج, لها ألوان متعددة من ألوانها: أكون أنا بنفسي معك وأحيانا أقول: اذهب وأنا معك يعني: لأن اهتمامي معك، أو لأن قوتي معك، أو لأن مالي معك، ويقال فلان معه زوجته وهي في المشرق وهو في المغرب، وتقول العرب: لا زلنا نسير والقمر معنا والنجم معنا والقمر فوق وليس مختلطا بالمخلوقات، وهذا أسلوب عربي معروف يقال مع فلان دار كذا وضيعة كذا، ويقال فلان معه المتاع، وإن كان فوق رأسه فالمعية لا تفيد الاختلاط.


(١) - سورة الحديد آية: ٤.
(٢) - سورة الحديد آية: ٤.

<<  <   >  >>