للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

لكن أهل الزيغ قالوا: المعية تفيد الاختلاط، وأبطلوا نصوص الفوقية، وضربوا النصوص بعضها ببعض، فالذين في قلوبهم زيغ يتعلقون بالنصوص المتشابهة ويتركون المحكم، أما أهل الحق فإن الأصل عندهم المحكم، ويردون إليه النصوص المتشابهة، ويفسرونها بها فيزول الإشكال كما قال سبحانه: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آَيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آَمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ (٧) } (١) فطريقة أهل الحق أن الأصل النصوص المحكمة الواضحة، وإذا جاء نص مشكل اشتبه علي أرده على المحكم فتتفق النصوص ولا تختلف، أما أن يتعلق الإنسان بالمتشابه ويترك المحكم فهذه طريقة أهل الزيغ؛ ولهذا قالت عائشة -رضي الله عنها-: (إذا رأيتم الذين يتبعون المتشابه فأولئك الذين سمى الله فاحذروهم) وهي قوله: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ} (٢) .

تحرير القول في النصوص من حيث الوضوح والإشكال


(١) - سورة آل عمران آية: ٧.
(٢) - سورة آل عمران آية: ٧.

<<  <   >  >>