للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إن الوضوح والإشكال في النصوص الشرعية أمر نسبي يختلف فيه الناس بحسب العلم والفهم، فقد يكون مشكلا عند شخص وهو واضح عند شخص آخر، والواجب عند الإشكال اتباع ما سبق من ترك التعرض له والتخبط في معناه, أما من حيث واقع النصوص الشرعية فليس فيها -بحمد الله- ما هو مشكل لا يعرفه أحد من الناس معناه فيما يهمهم من أمر دينهم ودنياهم؛ لأن الله وصف القرآن بأنه نور مبين، وبيان للناس وفرقان، وأنه أنزله تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وهذا يقتضي ألا يكون في النصوص ما هو مشكل بحسب الواقع بحيث لا يمكن أحدا من الأمة معرفة معناه.

معنى الرد والتأويل والتشبيه والتمثيل وحكم كل منها. الرد: التكذيب والإنكار مثل أن يقول قائل: ليس لله يد لا حقيقة ولا مجازا وهو كفر؛ لأنه تكذيب لله ورسوله.

وهذا بالإجماع من كذب الله ورسوله كفر، هذا من أنواع الردة تكذيب الله أو تكذيب الرسول, تكذيب الله في شيء مما جاء في القرآن، وتكذيب رسوله في شيء مما جاء في السنة. تكذيب رد صريح هذا كفر هذا بخلاف التأويل، فإذا قال شخص: إن الله لم يستو على العرش. نقول: هذا كفر؛ لأنه كذب الله بقوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (١) لكن شخص قال: إن الله استوى على العرش لكن معنى الاستواء الاستيلاء هذا متأول له شبهة لا يكفر لأنه متأول, أما الأول رد القرآن قال لم يستو على العرش كذب الله في قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (٢) هذا تكذيب.

يقول: إن الله استوى على العرش لكن معنى استوى يعني استولى، نقول: هذا تأويل هذا باطل يكون هذا متأولا والأول راد، والراد كافر، والمتأول قد لا يكفر.

والتأويل التفسير والمراد به هنا تفسير نصوص الصفات بغير ما أراد الله بها ورسوله، وبخلاف ما فسر الصحابة والتابعون لهم بإحسان، وحكم التأويل على ثلاثة أقسام:


(١) - سورة الأعراف آية: ٥٤.
(٢) - سورة الأعراف آية: ٥٤.

<<  <   >  >>