للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

: ٦] ، فَعَلِمْتُ أَنِّي مِنْ هَذِهِ الدَّوَابِّ وَاحِدٌ، فَلَمْ أَشْغلْ نَفْسِي بِشَيْءٍ قَدْ تَكَفَّلَهُ لِي رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: أَحْسَنْتَ، فَمَا الثَّانِيَةُ؟ قَالَ: رَأَيْتُ لِكُلِّ إِنْسَانٍ صَدِيقًا يُفْشِي إِلَيْهِ سِرَّهُ وَيَشْكُو إِلَيْهِ أَمْرَهُ، فَقُلْتُ: أَنْظُرُ مَنْ صَدِيقِي، فَكُلُّ صِدِّيقٍ وَأَخٍ رَأَيْتُهُ قَبْلَ الْمَوْتِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَّخِذَ صِدِّيقًا يَكُونُ لِي بَعْدَ الْمَوْتِ، فَصَادَقْتُ الْخَيْرَ لِيَكُونَ مَعِيَ إِلَى الْحِسَابِ وَيَجُوزُ مَعِيَ الصِّرَاطَ، فَيُثَبِّتَنِي بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ , قَالَ: أَحْسَنْتَ، فَمَا الثَّالِثَةُ؟ قَالَ: رَأَيْتُ كُلَّ النَّاسِ لَهُمْ عَدُوٌّ، فَقُلْتُ: أَنْظُرُ مَنْ عَدُوِّي، فَأَمَّا مَنِ اغْتَابَنِي فَلَيْسَ هُوَ عَدُوِّي، وَأَمَّا مَنْ أَخَذَ مِنِّي شَيْئًا فَلَيْسَ هُوَ عَدُوِّي، وَلَكِنَّ عَدُوِّي الَّذِي إِذَا كُنْتُ فِي طَاعَةِ اللَّهِ أَمَرَنِي بِمَعْصِيَةِ اللَّهِ، فَرَأَيْتُ ذَاكَ إِبْلِيسُ فَاتَّخَذْتُهُ عَدُوِّي، فَوَضَعْتُ الْحَرْبَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ، وَوَتِرْتُ قَوْسِي، وَوَصَلْتُ سَهْمِي، وَلا أَدَعُهُ يَقْرُبُنِي , قَالَ: أَحْسَنْتَ، فَمَا الرَّابِعَةُ؟ قَالَ: رَأَيْتُ كُلَّ النَّاسِ لَهُمْ طَالِبٌ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ يَوْمًا وَاحِدًا، فَرَأَيْتُ ذَلِكَ مَلَكَ الْمَوْتِ عَلَيْهِ السَّلامُ، فَفَزِعَتْ نَفْسِي حَتَّى إِذَا جَاءَ لا يَنْبَغِي أَنْ أَمْسَكَهُ فَأَمْضَى مَعَهُ , قَالَ: أَحْسَنْتَ، فَمَا الْخَامِسَةُ؟ قَالَ: نَظَرْتُ فِي هَذَا الْخَلْقِ فَأَحْبَبْتُ وَاحِدًا وَأَبْغَضْتُ وَاحِدًا، فَالَّذِي أَحْبَبْتُهُ لَمْ يُعْطِنِي شَيْئًا، وَالَّذِي أَبْغَضْتُهُ لَمْ يَأْخُذْ مِنِّي شَيْئًا، فَقُلْتُ: مِنْ أَيْنَ أَتَيْتُ هَذَا؟ فَرَأَيْتُ أَنِّي أَتَيْتُ هَذَا مِنَ الْحَسَدِ فَطَرَحْتُ الْحَسَدَ مِنْ قَلْبِي، فَأَحْبَبْتُ النَّاسَ كُلَّهُمْ، فَكُلُّ شَيْءٍ لَمْ أَرْضَهُ لِنَفْسِي لَمْ أَرْضَ لَهُمْ , قَالَ: أَحْسَنْتَ، فَمَا السَّادِسَةُ؟ قَالَ: رَأَيْتُ النَّاسَ كُلَّهُمْ لَهُمْ بَيْتٌ وَمَأْوَى، فَرَأَيْتُ مَأْوَايَ الْقَبْرُ، فَكُلُّ شَيْءٍ قَدَرْتُ عَلَيْهِ مِنَ

<<  <  ج: ص:  >  >>