للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى , قَالَ: سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ جَبْرٍ , يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبِي , يَقُولُ: " لَمَّا أَرَادَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ أَنْ يَكْتُبَ إِلَى الْمَهْدِيِّ قَالَ لِي: احْمِلْ كِتَابِي , قَالَ: قُلْتُ: يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , أَنَا رَجُلٌ جَبَلِيُّ , وَلِعَلِيِّ أَسْقُطُ بِحَرْفٍ فَيَدْخُلُ عَلَيْكَ مِنْ ذَاكَ , فَقَالَ لِي: لَا تَقُلْ إِلَّا بِمَا تَعْلَمُ , فَرَأَى هَؤُلَاءِ الَّذِينَ بِحَوْلِي , يَعْنِي أَصْحَابَ الْحَدِيثِ , يَوَدُّ أَحَدُهُمْ أَنِّي وَجَّهْتُهُ , فَيَرَى أَنِّي قَدْ أَسْدَيْتُ إِلَيْهِ مَعْرُوفًا , قَالَ: فَكَتَبَ الْكِتَابَ فَحَمَلْتُهُ , فَصِرْتُ إِلَى بَابِ الْمَهْدِيِّ , فَقُلْتُ: صَاحِبُ سُفْيَانَ , فَقَالُوا: كَذَبْتَ , سُفْيَانُ مَطْلُوبًا فِي الدُّنْيَا , لَا نَقْدِرُ عَلَيْهِ , قَالَ: فَجَاءَ أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ فَأَنْزَلَنِي وَسَأَلَ عَنِّي حَتَّى عُرِفْتُ , ثُمَّ جَاءَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ: أَجِبْ , قَالَ: فَأَدْخَلَنِي عَلَى الْمَهْدِيِّ , وَإِذَا هُوَ جَالِسٌ , فَقَالَ لِي: اقْرُبْ , وَقَالَ لِي: مِمَّنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ: مِنْ هَمْدَانَ , فَقَالَ: مِنْ أَنْفُسِهِمْ , أَمْ مِنْ مَوَالِيهِمْ؟ , فَقُلْتُ: أَمَّا مِنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمِنْ أَنْفُسِهِمْ , قَالَ: فَجَرَى كَلَامٌ , ثُمَّ قَالَ: لَوْ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَاءَ بِالْكِتَابِ اتَّزَرَ بِإِزَارٍ , وَارْتَدَى بِأُخْرَى , فَأَضَعُ كَفِّي فِي كَفِّهِ , ثُمَّ خَرَجْنَا نَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ , وَنَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ , ثُمَّ قَالَ: أَمَا إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَصْحَابُ الْحَدِيثِ فَوَعَظُونِي فَاتَّعَظْتُ , وَبَكَوْا فَبَكَيْتُ مَعَهُمْ , فَمَا كَانَ بِأَسْرَعَ أَنْ أَخْرَجَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْهُمْ رُقْعَةً: حَاجَتِي كَذَا وَكَذَا " قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: وَزَادَنِي غَيْرُهُ , قَالَ لِسُفْيَانَ: لَوْ أَتَيْتَهُمْ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ , قَالَ: حَتَّى يَعْمَلُوا بِمَا يَعَلَمُوا , فَإِذَا عَمِلُوا بِمَا تَعَلَّمُوا لَمْ يَسَعْنِي إِلَّا أَنْ آتِيَهُمْ , ثُمَّ قَالَ لِي: أَتَرَى أَنِّي أَخَافُ هَوَانَهُمْ , إِنَّمَا أَخَافُ كَرَامَتَهُمْ , قَالَ: ثُمَّ قَدِمْتُ عَلَى سُفْيَانَ بِالْبَصْرَةِ , فَقَالَ لِي: الْحَقْ بِأَهْلِكَ , وَالْحَقْنِي بِالْكُوفَةِ , فَقَدِمْتُ

<<  <  ج: ص:  >  >>